عن العيون
يمنات
محمد اللوزي
العيون بريق أمل، تخاطب وتخاطر شوق يرسل إلينا، ونغمة حب سريعة المجيء ،والعيون فاتنة وساحرة وقارئة وفاعلة في القلب ،لها شواغلها ،وعوالمها ،ولغتها المتفردة، لاشيء أسرع من العيون في استقراء اللحظة والتعامل معها والإنتقال بها الى حيث القصدية .
العيون تأخذ اللب، تسحر القلب، لذلك يكتنفها الغموض كما الوضوح كما البراءة كما المكر، منطق العيون، فاعل ،نابض، سريع، إنه ضوء وإحساس وهي دموع بريئة وحرقة قلب ونطق بالرفض والإحتاجاج ،كماهي فن وغنج ودعج، لذلك فيها مافينا من رغبات ،وتأنق كحل، وما بعد الكحل .
للعيون نبض ،وآهة، وحنين لانقوى عليه حين يكون ناطقا، وفي العيون رؤية ورؤى وأحلام وعوالم متعددة من جموح ورغبة وتكوين علاقة، كأن العيون وحدها من يقدر على السحر وإشعال الحنين عبر بريقها الذي يرتبنا لموعد وقبول حب وشروع في توافق بين قلبين.
العيون نبضها عميق وتأثيرها يأخذ اللب، تغنى بها الشعراء وهام بها العشاق ،وفتح مجالاتها المحبون ،ورتب فيها الغزل الواصفون ،وتأنق في رسمها الفنانون ،وعزفها الموسيقيون، وهام بها العاشقون .وللعيون أسرار وهوى وعمق للبعيد، فيها مافي البحر من تموج ،واضطراب ،وملوحة ،وسفر ،وشراع رحيل، وسهر وهدؤ .هذه العيون تشرحنا فاعلين ومنفعلين، بصمة قلوبنا وبوصلة رغباتنا .عليها نرسو شوقا ونغترف منها مايعطر المساء وينبض في غوريهما الحنين والأمل والتعسي والرجاء وما يحلو للقلب أن يقع فيه .وفي العيون تهديد ووعيد، وإخفاء وإعلان، وإضمار وإشهار .
كم لهذه العيون من معاني لانقع على طرف منها ولانقدر على فتح مكوناتها لذلك قصدها الشعراء وناداها المحبون وسافرفيها الغرام .وبيننا والدموع مابين القلب والعقل هي من يعبرعنهما ويشتغل فيهما .كأن عيوننا رسم لنا في التحليق الى معاني والتحقق من ذات المعاني .هي التي تشعل ما يستحق التعلق حد الجنون ،وهي التي تفعل ما لانقدرعليه وفي لحظة واحدة .
كم من العيون فتكت، وكم منها نطقت، وأسرت ،وسلبت، وسطت على القلب ،واستوطنت واحتلت القلوب قبل العقول، نافذة هذه العيون، سالبة ومستلبة ،حاكمة ومحكومة، تضاريسها لاتستقر على حال، دوما متقلبة ،وواقعة ،ومجنونة في حركاتها وسكناتها، لاتكف عن الترميش والغمز حد الذهول، واللمز حد المعصية للعيون نظرات عميقة التكوين .لها مالنا من أفراح وأتراح تقدر على التعبير عن الشيء ونقيضه ،الحب /الكراهية، الأمل /اليأس، الحضور /الغياب ،الحزن /الفرح.هذه العيون ضوئنا الى العالم ،بصرنا الى ماحولنا، قراءتنا الى منتوجنا ،تأملنا في المرايا وفينا،استحساننا لنا حين نكون منها.
العيون لها صباحاتها فرح، ومساءاتها غنج، ونهاراتها عافية .العيون حب لانقدر على الإفلات منه وقد صادت قلب وأرهقت ذات العيون .هي مسافة مابيننا من لهفة وشوق وغرق في الذات الاخرى .مساؤكم عيون حالمة ورموش ناعسة ببريق عين تغري بالحياة والجمال.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا
لتكن أول من يعرف الخبر .. اشترك في خدمة “المستقلة موبايل“، لمشتركي “يمن موبايل” ارسل رقم (1) إلى 2520، ولمشتركي “ام تي إن” ارسل رقم (1) إلى 1416.